صنعاء .. الامطار تعيق الدراسة والطلاب يدفعون الثمن والوزارة تربط الدراسة بالعام الهجري وتهمل تاثير الطقس
يمنات – خاص
يشكو الكثير من اولياء الامور في مناطق سيطرة انصار الله “الحوثيين” من تعرض اولادهم هذه الايام لنزلات البرد والحمى، بسبب ذهابهم إلى المدارس وعودتهم منها اثناء هطول الامطار.
التقويم الهجري
ويبدا العام الدراسي الجديد في مناطق سيطرة الحوثيين مع بداية العام الهجري، منذ ثلاثة اعوام، وذلك بعد اعتماد سلطة صنعاء التقويم الهجري كتقويم رسمي.
تغير الطقس
وتشهد اليمن هذه الايام هطول الامطار الموسمية الغزيرة، والتي بدت خلال اليومين الاخيرين اكثر غزارة، وتهطل خلال ساعات مختلفة من الليل والنهار.
وادى استمرار الهطول إلى تغير الاجواء التي كانت حارة إلى اجواء باردة بشكل مفاجئ.
سيول ومستنقعات
وادت الامطار التي تساقطت خلال اليومين الاخيرين إلى جريان السيول في الشوارع، وركودها في بعضها، نتيجة انسداد مجاري السيول، وما تعانيه الشوارع من مشاكل فنية ادت إلى عدم انسياب مياه الامطار، عوضا عن غياب الصيانة لبعضها، وكثرة الحفر التي تحوي الامطار في البعض الآخر.
كما ادت الامطار الغزيرة إلى تحول ساحات بعض المدارس إلى مستنقعات، صعبت من حركة الطلاب في بعضها، واعاقت حركتهم في البعض الآخر.
تجنب المخاطر
وتتجنب الدول تزامن العام الدراسي فيها، مع مواسم هطول الامطار، ودرجات الحرارة المرتفعة، كون ذلك يؤدي إلى اعاقة استمرارية الدراسة، ويؤثر، سلبا على استيعاب الطلاب.
الوقت الانسب
ويبدأ العام الدراسي في اغلب دول المنطقة التي تقع فيها اليمن؛ خلال شهر سبتمبر/أيلول، او بداية أكتوبر/تشرين اول من كل عام، تحاشيا لدرجة الحرارة المرتفعة صيفا، وموسم الامطار الصيفية.
يقول رمزي عبد الله، اضطر اولادي الثلاثة، لعدم الذهاب إلى المدرسة يوم الثلاثاء، نظرا لهطول الامطار منذ الصباح، وتحول شوارع العاصمة صنعاء إلى مجاري.
شوارع غير صالحة للسير
وفي الحديدة التي تلقت هذا العام كميات كبيرة من الامطار، حولت اغلب الشوارع الاسفلتية إلى مستنقعات، والشوارع الداخلية الترابية إلى مساحات لزجة يصعب فيها، وهو ما اعاق ذهاب الطلاب إلى مدارسهم.
تقول شيما منعت طفلي الذي يدرس في الصف الثالث اساسي من الذهاب إلى مدرسته لمدة اربعة ايام، خوفا من حصول مكروه، فالمياه تغمر الشوارع، والشارع الترابي المجاور لمنزلنا يصعب السير عليه من طفل في التاسعة من عمره.
نزلات برد وحمى
وتعرض بعض الطلاب ممن ذهبوا إلى مدارسهم خلال اليومين الماضيين لنزلات برد وحمى ومغص معوي، بسبب تعرضهم للامطار، وبرودة الجو بسبب الامطار شبه المتواصلة منذ يومين.
يقول عاملون في عيادات اسعافات اولية بصنعاء ان عيادتهم استقبلت طلاب يعانون من نزلات البرد، والمغص المعوي، مرجعين ذلك لان البرودة التي تعرضوا لها اثناء السير تحت الامطار، سواء عند خروجهم من المنازل، او مغادرتهم للمدارس، حيث ينتقل الطالب من جو دافئ إلى بارد.
مخاوف اولياء الامور
ويمتنع كثير من اولياء الامور ارسال اطفالهم الصغار إلى المدارس، خوفا عليهم من مخاطر السيول المتدفقة في الشوارع، او تعرضهم للامراض.
غياب التخطيط
ورغم ان هذه الحالة تتكرر منذ اقرار السلطات التربوية بصنعاء بدء العام الدراسي بالتزامن مع بداية العام الهجري، منذ ثلاثة اعوام، إلا انها لم تتخذ اي اجراء يعالج المشكلة، وهو ما يكشف عن غياب التخطيط التربوي عن اذهان القائمين على القرار.
ارتفاع كميات الهطول
والمعروف ان شهر اغسطس/آب هو اكثر الاشهر هطولا، خاصة في المناطق الجبلية في اليمن، وتهطل فيه الامطار خلال ساعات الليل والنهار، ما يعمل على برودة الجو، ما يعيق حركة الطلاب بين المنازل والمدارس، خاصة صغار السن، ويعرضهم لنزلات البرد والحمى.
غياب الصيانة
وتعاني كثير من المدارس في اليمن، من مشاكل فنية، بسبب غياب الصيانة منذ بداية الحرب، ما يجعل مياه الامطار تتسرب إلى داخل الفصول، سواء من السطوح او النوافذ، وهو ما يمثل اعاقة لاستمرار العملية التعليمية.
ارتفاع نسبة الغياب
يقول تربويون ان حالات غياب الطلاب والمعلمون خلال ايام هطول الامطار ترتفع بشكل كبير، ما يؤدي إلى خلل في العملية التعليمي.
ونوهوا الى ان المياه تتسرب إلى بعض الفصول، ما يصعب الدراسة فيها لايام، وهو ما يؤدي إلى تعطيل الدراسة.
مخاوف الانهيار
ويؤدي هطول الامطار إلى ارتفاع المخاوف من سقوط بعض مباني المدارس التي تعاني من التشققات، ما يجعل اولياء الامور يمنعون اولادهم من الذهاب إلى تلك المدارس.
وبسبب غياب الصيانة، وتضرر بعض المدارس من القصف، ترتفع احتمالات حصول انهيارات لمباني المدارس، بسبب تسرب مياه الامطار.
عام دراسي غير مناسب
وهذا العام الدراسي بدا في 7 محرم 1446 هجرية، الموافق 13 يوليو/تموز 2024، ما يعني ان العام الدراسي بدا في عز فصل الصيف مرتفع الحرارة.
وبحسب التقويم المدرسي الذي اصدرته وزارة التربية والتعليم بصنعاء ستنتهي اختبارات الفصل الاول من العام الدراسي في نهاية اكتوبر/تشرين ثان 2024، ما يعني ان شهرين من الدراسة ستجري في ظل حرارة مرتفعة، خاصة في المناطق الساحلية والصحراوية، عوضا ان ذلك يتزامن مع موسم هطول الامطار.
والمعروف تربويا ان ارتفاع درجة الحرارة يؤثر بشكل كبير على استيعاب الطلاب، في الحالة الطبيعية لعدد الطلاب في الفصل الواحد، فكيف سيكون الامر، في صفوف مكتظة كما هز حاصل في اليمن.
عامان دراسيان مختلفان زمنيا
وادى اقرار سلطة صنعاء تزمين بداية العام الدراسي مع بداية العام الهجري، إلى تغير موعد بدء العام الدراسي بين مناطق سيطرة الحوثيين، والمناطق التي تديرها الحكومة المعترف بها دوليا.
وبدا العام الدراسي الجديد في صنعاء منتصف يوليو/تموز 2024، فيما انتهت اختبارات الشهادة الثانوية العامة في عدن للعام الماضي في عدن نهاية الشهر نفسه.
وادى هذا التضارب الزمني إلى ظهور عامين دراسيين مختلفين زمنيا في البلاد، يصل الفارق بينهما إلى حوالي شهرين.
واذا استمر هذا الحال فسيكون الحال مختلفا بعد 7 سنوات، حيث سيبدا الفصل الثاني في صنعاء، فيما سيبدا الفصل الاول في عدن.
تباعد زمني واختلاف فكري
وهو ما يؤسس لنظامين تعليميين متباعدين زمنيا، بعد ان اصبح الاختلاف بينها فيه اختلاف في مناهج بعض المواد الدراسية كالدراسات الاسلامية والعربية والاجتماعية، بعد اقدام سلطة صنعاء على تغيير مناهج تلك المواد منذ 6 سنوات.
واستمرار هذا الحال يعني تنشئة جيلين مختلفين فكريا في بلد واحد.